«نيويورك تايمز»: الروهينغا يواجهون الاضطهاد من «جيش أراكان» في ميانمار
«نيويورك تايمز»: الروهينغا يواجهون الاضطهاد من «جيش أراكان» في ميانمار
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن شعب الروهينغا في ميانمار، “الأقلية العرقية التي تعرضت لاضطهاد وحشي لعقود”، تعاني من موجات جديدة من العنف، حيث يواجهون اليوم تهديدات من جماعات مسلحة تدعي الدفاع عن الديمقراطية، لكنها تتبع نفس أساليب القمع التي مارسها الجيش الميانماري ضدهم سابقًا، وإن كان العنف يأتي هذه المرة، من جماعة "جيش أراكان"، التي لا تزال تستهدف الروهينغا، رغم كونها جزءًا من التحالف المتمرد الذي يقاوم الحكم العسكري.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، اليوم السبت، أنه في أغسطس 2023، استهدفت طائرات مسيرة قرية هاري فارا، إحدى آخر معاقل الروهينغا في ولاية راخين، تعرضت عائلة مانوارا، وهي إحدى أفراد الروهينغا، للهجوم أثناء محاولتها الفرار من القصف.
وأسفر الهجوم عن مقتل والديها، ولا يزال مصير شقيقاتها الثلاث غير معروف، ويُعتقد أنهن فارقن الحياة، بينما كان القصف يجتاح المنطقة، فرّت العديد من العائلات الأخرى من منازلها وسط موجة جديدة من العنف.
نفس أساليب القمع
تُتهم جماعة "جيش أراكان" باستخدام أساليب مشابهة لتلك التي استخدمها الجيش الميانماري ضد الروهينغا في 2017، ورغم أن هذه الجماعة تدعي محاربة المجلس العسكري، إلا أن قمعها للأقلية الروهينجية يعكس استمرار التمييز والعنف ضدهم.
وأصبحت الهجمات الجوية، وحرق المنازل، والعنف الجنسي، جزءًا من هذه الحملة العنيفة ضد الروهينغا، ما يبرز استمرار معاناتهم في ظل ظروف غير إنسانية.
وبغض النظر عن من يتولى السلطة في ميانمار، يظل الروهينغا من أكبر ضحايا الصراع المستمر، فقد طُرد أكثر من مليون من الروهينغا من ولاية راخين إلى بنغلاديش المجاورة، وأصبحوا أكبر مجموعة عديمة الجنسية في العالم بعد أن جُردوا من جنسيتهم، ورغم محاولات المقاومة المسلحة ضد النظام العسكري، فإن تلك الجهود لم تُحقق استقرارًا حقيقيًا ولا رفعت الظلم عن الروهينغا.
الهروب إلى بنغلاديش
فرّت مانوارا وشقيقتها شمشيدا إلى بنغلاديش بعد الهجوم، وتعيش الآن في أحد مخيمات اللاجئين هناك، حيث يعاني أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا من نقص في الخدمات الأساسية، هذه المخيمات تمثل حياة يومية من الخوف من العنف، والاختطاف، والعيش في ظروف غير إنسانية.
وتستمر معاناة الروهينغا بلا أمل في نهاية قريبة، الأطفال يُجبرون على القتال، النساء تُختطفن، والأبرياء يُقتلون في صراع وحشي بين الجماعات المسلحة والمجلس العسكري.
ورغم ما يقال عن الانتصارات ضد الجيش الميانماري، إلا أن الفصيل المسيطر على ميانمار لا يزال يمارس القمع والظلم ضد الروهينغا، الذين يظلّون، للأسف، الضحايا الأوائل لأي صراع مستمر.